ما هو الشلل الدماغي؟ وكيف يؤثر على الأطفال والبالغين وما هي طرق علاجه؟

الشلل الدماغي أو Cerebral palsy كما يسمى بالإنجليزية هو مصطلح يستخدم للتعبير عن مجموعة من الإضطرابات العصبية التي تؤثر على الحركة والإحساس السليمين ويعتبر من أكثر الأسباب شيوعا للإعاقة عند الأطفال حيث يصعب على المريض المصاب بالشلل الدماغي تحريك أجزاء عديدة من الجسم.

يؤثر المرض على الحركات الإرادية أو اللاإرادية أو على كليهما وذلك بسبب الضرر الحاصل في الدماغ، شلل الدماغ هو مرض غير معدي ولا يؤثر بالضرورة على ذكاء الشخص المصاب أو قدرته الإدراكية وهو مرض غير تطوري أي أن الأعراض لا تسوء مع مرور الوقت بل إن بعض الأشخاص قد يشاهدون تحسن.

لا يؤثر الشلل الدماغي على فترة الحياة المتوقعة للمريض وفي حالات عديدة يمكن الحصول على جودة حياة جيدة.

ما الذي يسبب شلل الدماغ؟

يتحكم جزء من الدماغ ويدعى المخ cerebrum بالعضلات والحركة وهو الجزء العلوي من الدماغ، الضرر الحاصل للمخ في فترة الحياة الجنينية داخل الرحم أو إثناء الولادة أو خلال السنوات الخمس الأولى بعد الولادة يؤدي للإصابة بالشلل الدماغي.

المخ مسؤول أيضا عن الذاكرة وقدرة التعليم ومهارات التواصل لذلك يعاني الأشخاص المصابين بالشلل الدماغي من مشاكل في التعلم والتواصل، قد يؤثر الضرر الحاصل في المخ أيضا على حاسة السمع والرؤية.

١٠ % من حالات الشلل الدماغي تحدث بسبب نقص الأكسجين أثناء الولادة ولكن أغلب الحالات تحدث في الشهور الستة الأولى من الحمل ويعزى ذلك لمجموعة أسباب منها:

  • تضرر المادة البيضاء في الدماغ: بسبب نقص الأكسجة داخل الرحم وقد يحصل ذلك بسبب إصابة الأم بالعدوى كالحصبة والحصبة الألمانية أو نتيجة إنخفاض ضغط الدم، الولادة المبكرة أو إستخدام عقاقير ممنوعة.
  • حدوث خلل وإضطراب أثناء نمو وتطور الدماغ في المرحلة الجنينية: بالأخص الأشهر الستة الأولى من الحمل حيث يكون الدماغ حساسا جدا للضرر، يمكن أن يحصل الخلل في هذه المرحلة نتيجة لعدة أسباب منها إصابة الأم بداء المقوسات toxoplasmosis، الإصابة بالطفيليات، الإصابة بفيروس الهربس Herpes بالإضافة إلى رضوض الرأس.
  • النزيف داخل الدماغ: يحدث النزيف الدماغي غالبا نتيجة الإصابة بسكتة دماغية stroke ويؤدي النزف إلى منع وصول الدم إلى مناطق حيوية في الدماغ وبالتالي تعرضها للتنخر والموت.
  • تعرض الدماغ للضرر بعد الولادة: نسبة صغيرة من الحالات تحدث بسبب الضرر الدماغي بعد الولادة ويكون إما بسبب الإصابة بإلتهاب السحايا، رضوض الرأس، حوادث الغرق والتسمم.

ما هي أعراض الشلل الدماغي؟

تظهر الأعراض غالبا خلال السنين الثلاثة الأولى من عمر الطفل ويعاني الطفل من مشاكل عضلية وحركية مثل:

  • تغيرات في الشدة العضلية فإما أن تكون العضلات مشدودة جدا أو مرنة للغاية.
  • ضعف التنسيق العضلي وإختلال التوازن وهذا ما يعرف بالرنح (ataxia).
  • حركات كتابة بطيئة ولا إرادية أو ما يعرف بالكنع athetosis.
  • تقلص عضلي غير طبيعي ويعرف بالشلل التشنجي spastic paralysis.
  • خلل في طريقة الزحف أو المشي لدى الطفل.
  • تفضيل إستخدام طرف من الجسم على الطرف الأخر.
  • نقص المدى الحركي.
  • تأخر ظهور علامات النمو العقلي كالزحف، المشي أو التكلم.
  • مشاكل في السمع والنظر.
  • مشاكل في التحكم بالمصرات البولية أو المعوية.
  • إختلاجات.
  • فرط إفراز اللعاب وخروجه من الفم، عدم القدرة على البلع أو الرضاعة بشكل طبيعي.

ما هي أنماط الشلل الدماغي؟

يوجد ٤ أنماط للشلل الدماغي وهي:

  • الشلل الدماغي التقلصي: وتظهر تقلصات عضلية وتشنجية غير طبيعية وقد تشاهد في نصف الجسم فقط وتسمى هذه الحالة الشلل النصفي التشنجي Spastic hemiplegia، وقد تشاهد في الأطراف السفلية فقط وتسمى هذه الحالة الشلل المتناظر Spastic diplegia أو في الأطراف الأربعة سوية وهذا ما يدعى بالشلل التقلصي الرباعي Spastic quadriplegia.
  • الشلل الدماغي الكنعي أو الحركي اللا إرادي: ويحتل هذا النمط المرتبة الثانية من حيث الشيوع، ويكون ذكاء الطفل في هذا النمط طبيعيا لكنه يعاني من إضطرابات عضلية تسبب حركات لا إرادية ولا يمكن التحكم بها في جميع أجزاء الجسم.
  • الشلل الدماغي الرنحي: يؤثر هذا النمط من الشلل بشكل رئيسي على التوازن والتنسيق العضلي حيث يعاني المصابون صعوبة في إجراء المهام اليومية التي تتطلب تنسيق عضلي دقيق مثل ربط الحذاء، إستخدام المقص أو إرتداء الملابس بالإضافة إلى فقدان القدرة على التوازن أثناء المشي. لا يؤثر هذا النمط على الذكاء أو القدرة على التواصل ولكن قد يعاني المصابين به من صعوبة في الكلام.
  • الشلل الدماغي الإرتخائي: ينجم هذا النمط عن إصابة المخيخ cerebellum (الجزء السفلي من الدماغ والمسؤول عن التوازن وتوتر العضلات) تظهر المشاكل العضلية في هذا النمط في وقت أبكر حيث يكون جسم الطفل ورأسه مرنان وأطرافه مرخية ومفتوحة.

ما هي مضاعفات الإصابة بالشلل الدماغي لدى البالغين؟

الشلل الدماغي غير تطوري أي أن أعراضه لا تزداد سوءا مع مرور الزمن لكن تؤدي الإضطرابات العضلية إلى ظهور مشاكل ومضاعفات مع التقدم في السن منها:

  • سوء التغذية بسبب صعوبة البلع والرضاعة لدى الأطفال.
  • الإصابة بالشيخوخة المبكرة.
  • الضمور: حيث يؤدي تقلص العضلات الشديد إلى منع نمو العظام بشكل سليم.
  • حالات نفسية ومشاكل في الصحة العقلية حيث قد يعاني المصابون من الإكتئاب والعزلة المجتمعية.
  • الإصابة بأمراض المفاصل.

كيف يتم علاج شلل الدماغ؟

لا يوجد علاج شافي لشلل الدماغ، لكن توجد عدة طرق علاجية للسيطرة على الأعراض وزيادة القدرة الحركية، بعد تشخيص الطفل بشلل الدماغ يشارك في علاجه طاقم طبي مكون من عدة أخصائيين حيث توضع خطة علاجية خاصة لكل طفل حسب شدة أعراضه وإحتياجاته.

كيف تتم الوقاية من الإصابة بالشلل الدماغي؟

ليس من الممكن منع الإصابة بالشلل الدماغي بشكل كامل ولكن يوجد بعض الخطوات لتقليل خطورة الإصابة منها:

  • تأكد المرأة التي تفكر في الإنجاب من حصولها على كافة اللقاحات.
  • الإبتعاد عن تناول الأدوية الممنوعة والكحول والتدخين خلال فترة الحمل.
  • الحفاظ على وضع صحي جيد خلال الحمل وتجنب الرضوض والإصابة بالعدوى.
  • الحرص على عدم إصابة الأم بالأمراض المنتقلة عبر الجنس والدم .
  • تجنب الولادة المبكرة للجنين قدر الإمكان.

المصادر

اترك ردّاً

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.