ما هي اختبارات الشخصية؟ وما هي ميزاتها وعيوبها

تتعدد الاختبارات الشخصية ولكن جميعها تمتلك نفس الهدف وألا هو كشف صفات الشخصية ولا سيما النفسية، ومن أبرز هذه الاختبارات هو مؤشر مايرز بريغز للنوع أو المعروف باختصاره الشائع (MBTI (Myer-Briggs Type Indicator. 

هناك العديد من الاختبارات الشخصية الأخرى التي سأحاول جاهداً شرحها بأبسط ما يمكن وكتابة مقتطفات عنها تمكن القارئ من أخذ الصورة العامة عنها بشكل عام.

ما هو اختبار مايرز-بريجز MBTI ؟

لفهم اختبار مايرز-بريجز يجب علي أولاً شرح كل من مفهوم الإدراك والأحكام .يشمل مفهوم الإدراك في اختبار مايرز-بريجز جميع الطرق التي تجعل المرء مدركاً لما حوله من أحداث وأفراد ومواقف وأفكار. أما مفهوم الأحكام فيكون عبارة عن الاستنتاجات التي توصل إليها المرء نتيجة الإدراك. فإذا اختلف الناس بكيفية إدراكهم للأمور وكيفية وصولهم لاستنتاجات معينة إذن من الطبيعي وحتى المنطقي ليختلف الناس في اهتماماتهم وردود أفعالهم ومحفزاتهم وقيمهم وقدراتهم.

الهدف من اختبار مايرز-بريجز هو الاستفادة من نظرية كارل يونغ المتعلقة بالصفات النفسية وجعلها مفهومة ومفيدة في الحياة اليومية. الأساس من النظرية هو جعل الاختلافات السلوكية بين الأفراد متسقة ومنظمة وذلك بسبب الاختلافات الأساسية التي يفضلها الأفراد في استعمال إدراكهم وأحكامهم.

كانت غاية كل من إيزابيل بريجز مايرز وأمها كاثرين بريجز هي جعل الرؤى الناتجة عن الاختبار متاحة للجماعات والأفراد شتّى. وأبرز هدفين لهما من الاختبار كان وضعه وتطبيقه في:

  • تحديد الأفضليات الأساسية والانقسامات الأربعة -سأشرحها بالتفصيل لاحقاً- في نظرية كارل يونغ.
  • تحديد ووصف أنواع الشخصيات الناتجة عن تداخل الصفات جراء التفضيلات المميزة لكل فرد.

ما هي الانقسامات الأربعة أو الصفات التي يحددها اختبار مايرز-بريحز؟

الانطوائية (Introversion – (I والانفتاحية أو الانبساطية (Extraversion – (E:

يختلف معنى المصطلحين في الحياة العامة عن المعنى الذي عرفه كارل يونغ، حيث يشاع بين العامة أن الشخص الانطوائي هو الشخص الخجول والمنعزل بينما يعرف كارل يونغ الشخص الانطوائي على أنه الشخص الذي يستمد طاقته من الأفكار والصور والذكريات وردود الأفعال التي تحدث في رأسه أي في تفكيره أو عالمه الخاص، ويكون أيضاً مرتاحاً بين تجمعات الناس قليلة العدد، أما الانفتاحي فهو الشخص الذي يستمد طاقته من المشاركة الفعالة في الأحداث والأنشطة المتنوعة، ويشعر بالراحة بل حتى بالحماس حول الناس ومن أهدافه جعل الآخرين متحمسين مثله أيضاً. بإيجاز الفرق هو أن الانطوائيين يفضلون عالمهم الخاص بينما الانفتاحيون يفضلون العالم الخارجي.

الإحساس (Sensing – (S والبداهة (Intuition – (N:

 يتم تصنيف الأشخاص كإحساسيون عندما يكون المصدر الأساسي لورود المعلومات إليهم عن طريق الحواس الخمس (السمع واللمس والتذوق والرؤية والشم) ويتميزون بأنهم قادرون على الانتباه إلى الحقائق وتذكر التفاصيل المهمة بالنسبة لهم كما أنهم يفضلون الاستخدام العملي للأشياء ويتعلمون أفضل عندما يرون ماذا سيفعلون بالذي يتعلمونه. أما صفة البداهة فتُطلق على الأشخاص الذين يميلون للانتباه إلى الأنماط والإمكانيات التي يرونها في المعلومات التي يتلقونها، يفضلون التعلم من خلال التفكير بالمعضلات أكثر منه من خلال الخبرة العملية، ويكونون مهتمين أكثر بالأشياء الجديدة وماذا قد يكون ناتج عنها لذلك يفكرون بالمستقبل أكثر من الماضي، كذلك يحبون التعامل مع الرموز والنظريات المجردة حتى لو كانوا لا يعرفون كيف سوف يستعملونهم، يرون الأحداث على أنها انطباعات على ما كانت عليه عوضاً عن حقائق واقعية أو تفاصيل لما حدث.

التفكير (Thinking – (T والشعور (Feeling – (F:

 يُصنف الناس تحت خانة التفكير حينما يميلون إلى المبادئ الموضوعية والحقائق غير الشخصية، ولا يعيرون رأي الناس أو أمنياتهم أية انتباه بشكل مباشر أي لا تتأثر قراراتهم على عكس من يُصنفون تحت انقسام الشعور، حيث يهتمون باعتقادات الناس وتؤثر على قراراتهم اليومية وأيضاً بالقيم والمعايير الأخلاقية وما هو أفضل بالنسبة للأشخاص المعنيين.

الحكم (Judging – (J والإدراك (Perceiving – (P:

 يعد هذان الانقسامين الأخيرين في اختبار مايرز-بريجز؛ تكون حياة من ينتمون لانقسام الحكم بالصرامة والتنظيم ويصفونهم الناس على أنهم يفضلون أن تكون حياتهم مرتبة و مخطط، ويشعرون بالراحة عند إتمام أية قرارات ويفضلون جعل الحياة تحت زمام السيطرة بأكير قدر ممكن. أما الأشخاص الإدراكيون فيفضلون حياة مرنة وعفوية ويرغبون بالتكيف مع العالم عوضاً عن تنظيمه، ويراهم الناس على أنهم منفتحين على التجارب والمعلومات الجديدة.

ما مدى دقة اختبار مايرز-بريجز؟

المشكلة الرئيسية لعلماء النفس مع اختبار مايرز-بريجز للشخصية هو العلم وراءه، فالاختبار أتى للوجود قبل أن يكون علم النفس علماً تجريبياً، إذ لم يتم فحص الاختبار إلا بعد ذاع صيته إعلامياً. يقول علماء النفس المعاصرين بأنهم يستخدمون معايير أربعة أساسية ليتم التأكد من مصداقية الاختبارات الاجتماعية مثل هل الصفات الناتجة عن الاختبار موثوق بها وصالحة ومستقلة وشاملة. بعض النقاط التي ينتقدها العلماء في اختبار مايرز-بريجز:

  • يقترح بعض الباحثين بأنه من الممكن للشخص نفسه أن يحصل على نتائج مختلفة عند إعادته للاختبار.
  • حصر الصفات بخانتين فقط أي على سبيل المثال إما أن يكون الفرد انطوائي أو انفتاحي، ولكن بالحقيقة يمكن تعبير هذه الصفات على طيف مثل أ، يكون الفرد نسبة انطوائيته متماثلة مع نسبة انفتاحيته.
  • هناك بعض الانقسامات التي لا يشملها اختبار مايرز-بريجز، هل الشخص صادق ومتواضع أو مخزي ومتخفي، أو هل الشخص صبور ومتقبل أم منفعل وجدلي.

ما هو اختبار Big Five؟

تبين نتيجة الأبحاث التي اتخذت من الأساليب المعجمية منهجاً لها بأن معظم الصفات تتداخل مع بعضها، وفي الواقع إن معظم الكلمات التي تُستخدم لوصف الناس يمكن اعتبارها على أنها مرادفات، فإذا أردنا أن نعرف ما إذا كان شخص ما اجتماعي أو ودي يكفي أن نسأل عنه هل هو انبساطي (extravert) لأن غالباً هذه الصفات ما تكون مترافقة وعندما نعلم أن شخصاً ما انبساطي فيمكننا حينها افتراض هذه الصفات على الشخص. إذن ما هي السمات أو المحاور الخمس التي يحددها اختبار ال Big Five؟ يمكن جمع الصفات الخمسة باختصار واحد وهو كلمة OCEAN:

  • محور الانفتاح Openness: وهو الميل إلى تقدير القيم والأفكار والآراء والمشاعر والسلوكيات الجديدة.
  • محور يقظة الضمير Conscientiousness: الميل إلى أن يكون الشخص حذراً، وأن يصل في الوقت المحدد، وأن يتبع القوانين بحذافيرها، ويكون مجتهداً في عمله.
  • محور الانبساطيّة Extraversion: الميل لأن يكون الشخص كثير الكلام واجتماعياً ومستمتعاً بحضور الآخرين أيضاً، أو ليمتلك أسلوباً مهيمناً.
  • محور الطيبة Agreeableness: الميل لأن يتوافق الشخص مع الآخرين عوضاً عن قيامه بفرض أو تأكيد آرائه وخياراته الشخصية.
  • محور العصابية Neuroticism: الميل للمرور بالعواطف السلبية بكثرة مثل الغضب والقلق والحزن.

ما هو اختبار البوصلة السياسيّة؟

إن النظرية الكامنة وراء النموذج السياسي المستعمل في اختبار البوصلة السياسيّة هو أنه يمكن قياس الأيدولوجيا السياسية من خلال محورين منفصلين ومستقلين، المحور الأفقي (اليسارية واليمينية) الذي يقيس التوجه الاقتصادي حيث ترمز اليسارية إلى الرغبة في أن يدار الاقتصاد من قبل وكالة تعاونية جماعية والتي ممكن أن تعني الدولة في هذه الحالة أو شبكة من المجتمعات المحلية (البلديات)، أما اليمينية فترمز إلى الرغبة في أن يدار الاقتصاد من قبل أجهزة الأفراد والمنظمات التنافسية. والمحور الشاقولي (السلطوية والليبرتاريّة) حيث يقيس هذا المحور التوجه الاجتماعي، حيث تعرف السلطوية على أنها الإيمان بوجوب إطاعة السلطة، وتُعرّف الليبرتاريّة أو الليبرالية التحررية على أنّه يجب أن توفر الحريات الفردية بأقصى حد.

ما هو اختبار رورشاخ؟

اخترع الطيب النفسي السويسري هيرمان رورشاخ اختبار رورشاخ في أوائل القرن العشرين، وهو عبارة عن لطخات من الحبر يعنى منها أن يتم معرفة التوجه العام الإدراكي للمرء وليس ماهية الأشياء المحددة التي يراها، لأنه بنظر رورشاخ هناك أمر مميز حول الإدراك البصري إذ أنه يختلف من مرء لآخر.

كان رورشاخ يختبر العديد من الأشخاص الأصحاء والمرضى النفسيين بسؤال واحد وهو “ماذا قد يكون هذا؟” ،ولم يكن هدفه معرفة ما يراه الخاضعون بتجريديته وحرفيته إنما كيف كانوا ينظرون للرسومات، على سبيل المثال على ماذا كان تركيزهم في الصورة أو ماذا تجاهلوا، هل رأوا الصور متحركة؟ أو هل تلوين اللوحات ساعدهم في فهم الرسومات أكثر أم شتتهم. توصل بعدها إلى نظام لترميز استجابات الناس، فبناءً على إجابات الخاضعين المتنوعة تمكن من أن يصل لفكرة وألا هي أن الأشخاص الأصحاء ذو الشخصيات المتماثلة عادةً ما تكون أجوبتهم متشابهة وأيضاً من خلال هذا الاختبار استطاع تشخيص بعض الحالات النفسية.

المصادر:

اترك ردّاً

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.