ما هو التوحد ؟ وما هي أسبابه وهل اللقاحات لها علاقة بمرض التوحد عند الاطفال ؟

التوحد أو إضطراب التوحد الطيفي autism spectrum disorder هو إضطراب مرتبط بالنمو والتطور العصبي يبدأ في الطفولة المبكرة ويستمر مدى الحياة.

يؤثر التوحد على قدرة الفرد على التعلم، التواصل الإجتماعي وعلى التعامل والتفاعل مع الأخرين ويسمى الإضطراب ب “الطيفي” لإنه يشمل طيف واسع من الأعراض مختلفة الشدة حيث يعتبر كمظلة تشمل ما يعرف بمتلازمة Asperger و إضطراب التحطم الطفولي childhood dis-integrative disorder وذلك حسب التعريف الأخير لAmerican Psychiatric Association’s guidelines for diagnosis.

يتميز سلوك الأشخاص المصابين بالتوحد بالتكرارية وضعف القدرة على التواصل المباشر كالكلام أو التواصل البصري أثناء الكلام. وفق الجمعية الأمريكية للتوحد فإن الأطباء يستطيعون تشخيص التوحد بعد ظهور الأعراض وقبل سن الثالثة. وحسب مركز الحماية والوقاية CDC من الأمراض فإن طفل من بين كل ٥٩ طفل يصاب بالتوحد. بعض الأطفال قد يظهرون أعراض التوحد بعد الولادة، في حين أن البعض الأخر قد لا يظهر أعراض واضحة إلا في سن أكبر.

ربطت بعض الدراسات التي قامت بها National Institute of Neurological Disorders and Stroke (NINDS) التوحد بحالات طبية أخرى مثل مرض الصرع epilepsy أو مرض التصلب الدرني tuberous sclerosis complex حيث قدرت نسبة الأطفال المصابين بالتوحد الذين يتطور لديهم مرض الصرع في مراحل لاحقة ب 20~30%.

أعراض التوحد

للتوحد عديد من التأثيرات التي تؤثر على السلوك والقدرة على التواصل منها:

انماط مختلفة من الكلام كإستخدام نبرة صوت تشبه الروبوتات.
تجنب الاتصال البصري مع الأشخاص.
عدم تفاعل الرضع وإصدار الأصوات عند التواصل مع أبائهم.
عدم الإستجابة عندما ينادى الطفل بإسمه.
تأخر القدرة على الكلام.
عدم القدرة على الإستمرار في إجراء محادثة مستمرة.
تكرار الجمل بشكل مستمر.
عدم القدرة على فهم المشاعر أو التعبير عن مشاعرهم الخاصة.

بالإضافة لأنماط السلوك المتكرر أو غير الإعتيادي ومثال على ذلك:

شدة التعلق بشئ معين أو أداة معينة.
لفت الإنتباه الشديد للحركات المتكررة كنواس الساعة المتأرجح.
ترتيب الأدوات أو صف الألعاب بشكل دقيق جدا.
يصاب كل طفل من بين ١٠ أطفال مصابين بالتوحد بمتلازمة Savant حيث تتطور لديهم قدرات ذهنية غير إعتيادية كإجراء عمليات حسابية معقدة أو قراءة صفحتين في نفس التوقيت وقدرات أخرى.
ينجح المصابون بالتوحد بإجراء الأعمال الروتينية المتكررة المتوقعة ولكن تعرضهم لمنبهات خارجية كالضجيج أو الصراخ إثناء قيامهم بتلك المهام قد يطلق لديهم نوبات من الغضب الشديد، الإحباط أو الحزن.

أسباب التوحد

حاليا لا يعرف سبب معين للتوحد لكن يوجد العديد من الدراسات التي تشرح كيفية تطور المرض حيث تم تحديد العديد من الجينات المورثية المرتبطة بالتوحد.

عوامل بيئية ومحيطية قد تلعب دورا في تطور مرض التوحد لكن حتى الأن لا يوجد دراسات مؤكدة ولقد أوضحت دراسات أخرى عدم وجود صلة بين تصرفات الأباء وإصابة الأبناء بالتوحد.

أشارات دراسة أجريت عام ٢٠١٧ إلى وجود رابط بين نمو وضخامة الدماغ لدى الأطفال وبين التوحد. وأشارت دراسة حديثة أخرى إلى وجود صلة بين نقص مادة الoxytocin وتطور التوحد.

هل اللقاحات تسبب التوحد

من الإشاعات الخاطئة المرتبطة بمرض التوحد هي أن بعض اللقاحات كلقاح النكاف والحصبة قد يؤهل لنشوء التوحد وهذا خاطئ تماما حيث أثبت مركز الوقاية من الأمراض CDC عدم وجود الرابط بين الإثنين. وفي دراسة أجريت عام ٢٠١٣ أثبت أن عدد الضادات antigens (اي الأجسام التي تطلق العملية المناعية ضد المرض وتشكيل المناعة الدائمة بعد اللقاح) هي نفسها لدى الأطفال المصابين وعدم المصابين بالتوحد.

بالإضافة إلى تسع دراسات أخرى قام بها مركز الأبحاث ومعالجة الأمراض CDC منذ عام ٢٠٠٣ تثبت عدم تورط اللقاحات في تطور التوحد.

صحيفة The Lancet journal والتي أطلقت الجدل حول علاقة اللقاحات بمرض التوحد تراجعت عن إدعائاتها بعد ثبات التلاعب بالمعلومات وتزوير الأدلة والأبحاث حيث تم تجريد المؤلف Andrew Wakefield من شهاداته العلمية وحقه في مزاولة المهنة.

مضاعفات مرض التوحد

عدم القدرة على العيش بإستقلالية.
مشاكل في التواصل والعمل.
مشاكل تعليمية وفشل في الدراسة.
العزل الإجتماعي.
الضغط النفسي داخل الأسرة.
التعرض للتنمر والنبذ المجتمعي.

العلاج والوقاية من التوحد

لا يوجد علاج محدد لمرض التوحد بالإضافة الى أنه يختلف في شدة ونوع الأعراض من مصاب لأخر كما أنه لا يمكن الوقاية منه؛ ولكن يعتبر التشخيص والتدخل المبكر للحصول على المساعدة من قبل أطباء أخصائيين مفيد للغاية ومن شأنه أن يحسن المهارات والسلوك واللغة.

قد لا يتخلص الأطفال المصابون بالتوحد من المرض بشكل نهائي لكن قد يتعلمون الأداء والتواصل بشكل جيد.

المصادر

https://www.myautism.org/all-about-autism/autism-quick-facts/

Massive sequencing project identifies new genetic syndromes