ما هي القرحة الهضمية ؟ وما سبب شعور الحرق في المعدة والمريء

القرحة الهضمية هي عبارة عن التهاب في مخاطية المعدة أو العفج (الاثني عشر) ونادرا ما قد يتطور الالتهاب ليصيب المنطقة من المريء فوق المعدة تماما. وفي هذه الحالة، يسميها الأطباء “قرحة المريء”.

يمكن تصنيف أكثر الأسباب شيوعا لدى المصابين بالقرحة الهضمية تحت العناوين الرئيسية التالية:

  • الاستخدام المزمن للأدوية المضادة للالتهاب غير الستيروئيدية (NSAIDs)، والتي يعد من أشهرها الاسبيرين، والايبوبروفين.
  • الإصابة بعدوى جرثومة المعدة (الملوية البوابية، أو في اللغة اللاتينية: Helicobatcer pylori).
  • وفي حالات أكثر ندرة، بعض الأورام الحميدة أو الخبيثة التي تتشكل في المعدة أو الاثني عشر أو البنكرياس قد تكون سببا في حصول متلازمة زولينجر إليسون والتي تؤدي بالنتيجة إلى حصول قرحة هضمية في المعدة أو الاثني عشر.
  • في بعض الحالات، قد تكون الأسباب المذكورة أعلاه لوحدها أو مجتمعة سببا لحصول القرحة الهضمية لدى المريض.

كيف تسبب الأدوية المضادة للالتهاب غير الستيروئيدية (NSAIDs) القرحة الهضمية؟

لفهم الكيفية والآلية التي تسبب من خلالها هذه الأدوية القرحة الهضمية، يجب أولا أخذ فكرة عن آلية عمل هذه العقاقير بشكل عام.

تستخدم هذه الأدوية بغرض تخفيف الألم، الحمى والتورم والتي تكون غالبا أعراضا مصاحبة لالتهاب في الجسم.

يوجد في الجسم البشري نوعان من الإنزيمات (محفزات كيميائية توجد في جميع الأحياء) المسؤولة عن الشعور بالألم وعن ارتفاع حرارة الجسم والتي، كما ذكرنا، تشكل أعراضا مرافقة لمعظم حالات الالتهاب. يتجلى دور الأدوية المضادة للالتهاب غير الستيروئيدية (NSAIDs) من خلال العمل على إيقاف إنتاج هذه الإنزيمات أو على الأقل الحد من إنتاجها. إلا أن أحد هذه الإنزيمات يقوم أيضا بإنتاج نوع آخر من الجزيئات الكيميائية المسؤولة عن حماية خلايا مخاطية (بطانة) المعدة من الآثار المخربة لحمض كلور الماء (حمض الهيدروكلوريك HCl) الذي تفرزه أحد هذه الخلايا، والمساعدة على ترميم أي ضرر أو خسارة في بنية بطانة المعدة. عبر إيقاف أو تقليل إنتاج هذا الإنزيم، تتسبب الأدوية المضادة للالتهاب غير الستيروئيدية برفع احتمال إصابة الشخص بالقرحة الهضمية.

كيف تتسبب جرثومة المعدة في حصول القرحة الهضمية؟

جرثومة الملوية البوابية (Helicobatcer pylori) هي نوع من العصيات حلزونية الشكل والتي تفضل العيش في وسط حاو على القليل من الأكسجين، وتتسبب في حصول القرحة الهضمية عبر تخريب الطبقة المخاطية التي تغطي وتحمي خلايا بطانة المعدة والاثني عشر من الآثار التدميرية لحمض المعدة. بعد التسبب بضرر ملحوظ في دفاعات هذه الخلايا، يصبح في مقدور حمض المعدة النفوذ إليها. وفي المحصلة، ينتج عن التعاون المشترك بين هذه الجرثومة وحمض المعدة تخرش في بطانة المعدة والاثني عشر والذي يتطور في وقت قصير ليصبح قرحة هضمية.

تصنيف القرحة الهضمية

إن أكثر مناطق الجسم عرضة للإصابة بالقرحة الهضمية هي:

  • المعدة: وتسمى بالقرحة المعدية.
  • الاثني عشر: وتسمى حينها بقرحة الاثني عشر أو القرحة المعوية.
  • المريء: وتسمى قرحة المريء وهي نادرة الحدوث مقارنة بالنوعين السابقين.
  • رتج ميركل: وهو رتج خلقي يتمثل بانتفاخ في الأمعاء الدقيقة. ويعد رتج ميكل الأكثر شيوعا بين الاعتلالات في القناة الهضمية حيث يوجد عند 2% من الناس تقريبا ويكون الذكور أكثر تعرضا له.

أعراض القرحة الهضمية

إن أكثر أعراض القرحة الهضمية وضوحا وشيوعا هو الألم الطفيف أو الشعور بالحرقة في منطقة البطن. إلا أن منطقة الألم قد تختلف عند بعض الأشخاص وقد تصل إلى عظم القص صعودا أو حتى السرة نزولا.

تختلف طبيعة الألم المصاحبة للقرحة الهضمية من حالة لأخرى، إذ أنه:

  • قد يزيد الألم عندما تكون المعدة فارغة. مثلا بين الوجبات أو ليلا.
  • قد يتوقف الشعور بالألم مؤقتا عند تناول الطعام أو بعد استخدام مضادات الحموضة.
  • قد يستمر الألم مدة تتراوح بين عدة دقائق وحتى عدة ساعات.
  • قد يكون الألم متقطعا، يأتي ويذهب على فترات تتراوح من أيام لأسابيع.

الأعراض الأقل شيوعا لدى المصابين بالقرحة الهضمية قد تتضمن:

  • نفخة في البطن.
  • التجشؤ المزمن.
  • غثيان.
  • انقطاع الشهية.
  • خسارة في الوزن.
  • التقيؤ.

بشكل عام، بعض الأعراض تستلزم مراجعتك للطبيب مباشرة إذ أنها قد تعني أن القرحة الهضمية قد تسببت بمشاكل أكثر خطورة؛ من هذه الأعراض:

  • الشعور بالدوار أو الإغماء.
  • ضيق في التنفس.
  • رؤية دم أحمر أو ما يشابه طحل القهوة في القيئ.
  • رؤية دم أحمر في الغائط أو اسوداد لون الغائط.
  • الشعور بألم حاد ومفاجئ في المعدة دون أن يتوقف.

يتم تشخيص القرحة الهضمية باستخدام تنظير الجهاز الهضمي العلوي، وهو فحص يجرى لمعاينة بطانة المريء والمعدة، إضافة إلى القسم الأول من الأمعاء الدقيقة، حيث يتم إدخال كاميرا صغيرة (منظار مرن) عبر حنجرة المريض بعد إجراء تخدير له، أو قد يتم إدخال المنظار عبر الأنف، وفي هذه الحالة لا يحتاج المريض إلى إجراء تخدير له.

معالجة القرحة الهضمية

معالجة القرحة الهضمية تعتمد في الأساس على عامل مهم، وهو السبب في حصولها. وبالأخص، إن كانت القرحة الهضمية ناتجة عن الإصابة بجرثومة المعدة أم لا. ومن الأفضل استشارة الطبيب في معرفة الأسباب والعلاج لها.

الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة بالقرحة الهضمية

الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة بالقرحة الهضمية الناجمة عن الاستخدام المزمن للأدوية المضادة للالتهاب غير الستيروئيدية:

  • الأشخاص الذين تتجاوز أعمارهم الـسبعين عاما.
  • الإناث.
  • الأشخاص الذين يستخدمون نوعين أو أكثر من مضادات الالتهاب غير الستيروئيدية أو أولئك الذين يستخدمونها لفترات طويلة من الزمن.
  • الأشخاص الذين أصيبوا بالقرحة الهضمية في الماضي.
  • الأشخاص المصابين بأمراض أخرى.
  • المدخنين وشاربي الكحول.

الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة بالقرحة الهضمية التي تسببها جرثومة المعدة:

إن نسبة 30 إلى 40 في المئة من الناس يصابون بجرثومة الملوية البوابية في حياتهم، وبالأخص في مرحلة الطفولة، إلا أنها قد تبقى خاملة لدى أغلبهم أو دون أن تسبب أي مشاكل صحية ظاهرة. أكثر مصادر العدوى شيوعا:

  • الطعام غير النظيف.
  • الماء الملوث.
  • أدوات الطعام المتسخة.
  • العدوى من لعاب شخص مصاب بهذه الجرثومة (باستخدام أدوات المائدة نفسها أو عبر التقبيل).

الوقاية من الإصابة بالقرحة الهضمية

  • التوقف عن استخدام مضادات الالتهاب غير الستيروئيدية، أو تناولها مع وجبة الطعام، أو تقليل جرعاتها أو استخدام أدوية أخرى بدلا عنها بمشورة الطبيب.
  • الامتناع عن التدخين.
  • العمل على تخفيف كم التوتر في حياة الشخص، لأنه ثبتت علاقته مع حصول القرحة الهضمية لدى بعض الناس.
  • الامتناع عن شرب الكحول، بالأخص لتجنب الإصابة بعدوى الملوية البوابية.

المصادر والمراجع:

اترك ردّاً

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.