الانسولين هو الهرمون المسؤول عن إدخال جزيئات الغلوكوز الموجودة في الدم إلى الخلايا مما يؤمن حصولها على الطاقة، هرمون الانسولين هام من أجل البقاء على قيد الحياة وأي خلل في إنتاجه أو فعاليته يؤدي إلى ظهور مرض السكري وللإنسولين دور هام في استقلاب الشحوم والبروتينات وإنتاج الطاقة.
يفرز الانسولين من البنكرياس وهو عضو موجود خلف المعدة حيث تنتجه خلايا تسمى “جزر لانغرهانس” بناءاً على كمية سكر الغلوكوز في الدم حيث تزداد كمية الإنسولين المنتجة مع ارتفاع نسبة سكر الغلوكوز في الدم. التوازن الدقيق للإنسولين له دور مهم في تنظيم سكر الدم و تنظيم عمليات أخرى في الجسم وبالتالي فإن أي إفراط في نقص أو زيادة إنتاج الانسولين تؤدي إلى ظهور أعراض قد تتطور إلى حالات طبية خطيرة.
بدأ الأطباء والمخبريين منذ بدايات القرن العشرين بإنتاج الانسولين بأنواع متعددة وتوفيره على شكل حقن من أجل تزويده للمرضى الذين لا تستطيع أجسامهم إنتاج الإنسولين بشكل ذاتي أو الذين يعانون من مقاومة خلاياهم المفرطة للإنسولين.
ما هي المشاكل الصحية المتعلقة بالإنسولين ؟
في بعض الحالات يهاجم الجهاز المناعي لجسم الإنسان الخلايا المنتجة للإنسولين في البنكرياس مما يؤدي إلى عدم أو نقص إنتاج هرمون الإنسولين وبالتالي عدم قدرة الخلايا على امتصاص سكر الغلوكوز مما يؤدي إلى إرتفاع تركيزه بالدم وتكون هذه الحالة بداية مرض السكري من النوع الأول حيث يحتاج المصابون بهذا النوع من السكري إلى إستخدام حقن الأنسولين بشكل مستمر للبقاء على قيد الحياة.
في حالات يفقد الأنسولين قدرته على التأثير في الخلايا وبالتالي لا يستطيع إدخال سكر الغلوكوز إلى الخلايا من أجل الحصول على الطاقة وتسمى هذه الحالة ب “مقاومة الإنسولين” وتشاهد هذه الحالة بشكل خاص لدى الأشخاص الذين يعانون من سمنة مفرطة.
قد يظهر مرض السكري من النوع الثاني عندما لا تنتج خلايا “جزر لانغرهانس” في البنكرياس كمية كافية من الانسولين للتغلب على مقاومة الخلايا للإنسولين.
أنواع الانسولين
أنواع الانسولين لها تأثيرات مختلفة على مستويات سكر الدم ويمكن أن يستخدم المرضى أكثر من نوع في ذات الوقت وغالبا ما يستخدم على شكل حقن تحقن تحت الجلد أو في النسيج الشحمي المتوضع تحت الجلد.
يصنف الأنسولين ضمن ثلاثة مجموعات حسب سرعة تأثيره
الإنسولين السريع
يمتص الجسم هذا النوع من الانسولين من النسيج تحت الجلد إلى الدورة الدموية بسرعة عالية ويستخدمه المرضى لتصحيح نوبات ارتفاع سكر الدم بالإضافة إلى تنظيم سكر الدم بعد الوجبات الغذائية ،يوجد نوعان للإنسولين السريع هما:
- نظير الأنسولين سريع المفعول Rapid-acting insulin analogs: يظهر تأثير هذا النوع بعد حقنه بفترة تتراوح بين 5 و 15 دقيقة ويمكن أن تتأثر هذه الفترة بحجم الجرعة المتناولة و يدوم تأثيره المفترض 4 ساعات كقاعدة عامة.
- الإنسولين البشري العادي Regular human insulin: يبدأ تأثيره في الظهور بعد حقنه بفترة تتراوح بين 30 و60٠ دقيقة ويدوم تأثيره لمدة 8 ساعات، الجرعات العالية لهذا النوع قد تسرع ظهور تأثيره ولكن قد تؤخر ذروة فعاليته.
الانسولين المتوسط المفعول
هذا النوع من الإنسولين يمتصه الجسم بمعدل أبطأ ولكن فعاليته تدوم لفترة أطول ويعتبر ذو فعالية عالية للسيطرة على مستويات السكر خلال الليل وبين وجبات الطعام،ومن أنواع الإنسولين متوسط الفعالية:
الإنسولين البشري NPH: تبدأ فاعليته بعد حقنه بساعة أو ساعتين ويصل إلى ذروة فاعليته خلال 4 إلى 6 ساعات وقد يدوم تأثيره إلى 12 ساعة، الجرعات الصغيرة جدا من هذا النوع تسرع وصوله إلى ذروة فاعليته وبالعكس فإن الجرعات العالية تؤخر وصوله إلى ذروة فاعليته.
الانسولين المختلط: وهو عبارة عن مزيج بين الإنسولين البشري NPH والإنسولين سريع المفعول حيث يكون تأثيره جامعا لخصائص الإنسولين المتوسط وسريع المفعول في آن واحد.
الإنسولين طويل الأمد
في حين أن هذا النوع من الإنسولين يمتص بشكل أبطء إلى الدورة الدموية بالإضافة إلى إنخفاض ذروة فاعليته إلا أنه يؤدي إلى إستقرار نسبة السكر في الدم لفترة طويلة قد تستمر طول النهار وهذا ما يعرف بتأثير الهضبة plateau effect استخدام هذا النوع من الأنسولين يكون مفيدا لضبط سكر الدم خلال ساعات الليل وبين الوجبات وخلال الصيام.
يتوفر العديد من نظائر الأنسولين طويل الأمد حيث تبدأ فعاليتها بعد ساعة أو ساعتين من حقنها وتختلف مدة تأثيرها حيث قد تصل إلى 24 ساعة.
من هم المرضى المحتاجون لاستخدام الانسولين ؟
مرضى السكري حيث يظهر داء السكري بثلاث اشكال:
- داء السكري من النمط الأول: يظهر عادة في مرحلة الطفولة نتيجة خلل في جهاز المناعة يؤدي إلى مهاجمة الخلايا المنتجة للانسولين في البنكرياس عن طريق الخطأ وبالتالي عدم إنتاج الأنسولين.
- داء السكري من النمط الثاني: يظهر عادة في مراحل متأخرة من العمر وغالبا بعد سن 45 في هذا النمط تظهر مقاومة الخلايا للأنسولين أو نقص في إنتاج كميات كافية من الأنسولين.
- سكري الحمل: يظهر خلال الحمل حيث تنشأ مقاومة الخلايا في جسم المرأة للأنسولين ويختفي تلقائيا بعد الولادة، يزيد سكري الحمل من خطر تطور الإصابة بداء السكري من النمط الثاني.
النمط الأول والثاني من داء السكري يستمران مدى الحياة.
وفق إحصائيات Centers for Disease Control and Prevention (CDC) يعاني أكثر من من 30 مليون شخص في الولايات المتحدة الأميركية من داء السكري 95% منهم مصابين بداء السكري من النمط الثاني.
الأشخاص المصابين بداء السكري من النمط الأول يحتاجون إلى العلاج بالأنسولين للبقاء بحالة صحية جيدة ولكن أنظمة العلاج بالأنسولين تختلف من شخص لأخر حيث أن بعض الأشخاص يستخدمون حقن الأنسولين مرتين أو أربع مرات في اليوم الواحد والبعض الأخر يستخدم مضخات الأنسولين وهي أجهزة قابلة للإرتداء تزود الجسم بالأنسولين بشكل تلقائي على مدار اليوم.
لا يحتاج كل مرضى السكري من النمط الثاني إلى إستخدام الأنسولين حيث أن بعض الحالات الناجمة عن مقاومة الأنسولين يتم السيطرة عليها عبر إستخدام أدوية تؤخذ عن طريق الفم بالإضافة إلى تعديل الحمية الغذائية والقيام بالتمارين الرياضية.
ما هي التأثيرات الجانبية للعلاج بالأنسولين ؟
تختلف الأعراض الجانبية التي قد تصاحب استخدام الأنسولين بحسب النوع المستخدم ولكن بشكل عام تشمل التأثيرات الجانبية:
- زيادة في الوزن بعد بدء الإستجابة للعلاج.
- إنخفاض سكر الدم بشدة وحصول ما يعرف ب hypoglycemia.
- إحمرار أو تورم حول منطقة الحقن.
- صداع.
- سعال.
- قلق واكتئاب.
تشير ابحاث أجريت عام 2013 إلى إحتمالية حدوث أعراض نادرة أكثر شدة مرتبطة باستخدام الإنسولين لدى المرضى المصابين بداء السكري من النمط الثاني.
وتشمل هذه الأعراض زيادة خطورة الإصابة بما يلي:
- السكتة الدماغية.
- الأزمات القلبية.
- أمراض الكلية.
- مضاعفات في النظر.
- تشير هذه الأبحاث في نفس الوقت إلى أن خطورة إستخدام الأنسولين لدى مرضى السكري من النمط الثاني قد تفوق الفوائد المحتملة من العلاج.
شائعات حول الأنسولين:
- الأنسولين يسبب الإدمان.
- الأنسولين يسبب زيادة دائمة في الوزن.
- الأنسولين يزيد فرص الموت.
- حقن الأنسولين مؤلمة.
- حقن الأنسولين غير فعالة.
- إستخدام الأنسولين يدل على أن الأشخاص فشلوا في علاج مرضهم.
هذه أكثر الشائعات المغلوطة المتداولة حول إستخدام الأنسولين.
المصادر
- The Journal of Clinical Endocrinology & Metabolism, 98(2), 668–677. Retrieved from https://academic.oup.com/jcem/article/98/2/668/2833166
- Insulin basics. (2015, July 16). Retrieved from http://www.diabetes.org/living-with-diabetes/treatment-and-care/medication/insulin/insulin-basics.html
- Insulin myths and facts [Fact sheet]. (2007, January). Retrieved from http://clinical.diabetesjournals.org/content/diaclin/25/1/39.full.pdf
- Insulin therapy. (2018, February 8). Retrieved from https://familydoctor.org/insulin-therapy/
- Lebovitz, H. E. (2011, May). Insulin: Potential negative consequences of early routine use in patients with type 2 diabetes، Diabetes Care, 34(Suppl. 2), S225–S230. Retrieved from https://www.ncbi.nlm.nih.gov/pmc/articles/PMC3632184/
- Type 2 diabetes. (2018, August 15). Retrieved from https://www.cdc.gov/diabetes/basics/type2.html