الاحتباس الحراري هو مصطلح يستخدم للتعبير عن الارتفاع التدريجي لمتوسط حرارة الغلاف الجوي لكوكب الأرض ومحيطاته. فخلال المليوني ونصف سنة السابقتين تقلب مناخ الأرض من عصور جليدية إلى فترات دافئة ولكن في القرن الأخير وعلى غير العادة ارتفعت حرارة الكوكب بسرعة بين 0.4 و 0.9 درجة مئوية.
هناك جدال كبير في الأخبار العالمية حول صحة الاحتباس الحراري ولكن علماء المناخ والبيانات والحقائق التي يمتلكونها تؤكد أن الكوكب في سخونة متزايدة لذلك تم تفنيد جميع هذه الادعاءات الباطلة، ويعتقد العلماء أن النشاط البشري هو أساس هذه المشكلة بعد الثورة الصناعية وخاصة بسبب المصانع ومحطات توليد الطاقة والسيارات التي تتتطلق كميات كبيرة من غاز ثنائي أكسيد الكربون والعديد من الغازات الأخيرة.
تنبأت العديد من الدراسات أن في العام 2100 سترتفع درجة الحرارة بين 1.4 و 5.8 درجة مئوية، والتغييرات الناتجة عن ذلك قد تتضمن ارتفاع في مستويات سطح البحر نتيجة ذوبان القمم الجليدية القطبية وزيادة حدوث وشدة العواصف الجوية و العديد من الأحداث الجوية القاسية الأخرى.
تأثير البيت الزجاجي وسبب حدوث الاحتباس الحراري
تأثير البيت الزجاجي أو تأثير البيت الأخضر، يبدأ هذا التأثير من الشمس والطاقة التي تشعها باتجاه كوكب الأرض حيث يقوم كل من الغلاف الجوي والأرض بامتصاص بعض من هذه الطاقة والتي تكون هي السبب في دفئ الكوكب وأما ما تبقى فيتم عكسه إلى الفضاء. يؤمن العلماء بأن كثافة تأثير البيت الزجاجي في تزايد بسبب النشاط البشري في الآونة الأخيرة وهذا هو السبب الرئيسي للاحتباس الحراري.
الأدلة التي نمتلكها عن الاحتباس الحراري
- الارتفاع في درجة الحرارة: لقد ارتفعت حرارة الكوكب نحو 0.9 درجة مئوية منذ القرن التاسع العشر وحدث هذا الارتفاع نتيجة زيادة غاز ثنائي أكسيد الكربون والانبعاثات البشرية في الغلاف الجوي. معظم حالات الارتفاع حدثت في ال 35 سنة الماضية، ولا سيما في الخمس سنوات الممتدة بين عامي 2011 و 2016.
- ارتفاع حرارة المحيطات: تمتص المحيطات معظم الحرارة وقد لوحظ زيادة تقدر بأكثر من 0.2 درجة مئوية منذ عام 1969.
- تقلص في الصفائح الجليدية: أظهرت بيانات من ناسا وبعض مراكز الأبحاث المتخصصة بأن جرينلاند خسرت قرابة 281 مليار طن من الجليد كل سنة بين عام 1993 و عام 2016، بينما خسرت القارة القطبية الجنوبية 119 مليار طن من الجليد في نفس الفترة الزمنية. تضاعف معدل ذوبان الجليد في القارة القطبية الجنوبية ثلاث مرات في العقد الأخير.
- تراجع الأنهار الجليدية: تراجعت الأنهار الجليدية في كل مكان حول العالم تقريبا، شاملة بذلك جبال الألب وجبال الهيمالايا وجبال الأنديز وألاسكا.
- انخفاض الغطاء الثلجي: بينت الأقمار الصناعية بأن نسبة الثلج الربيعي الذي يغطي نصف الكرة الشمالي قد انخفض في العقود الخمسة الماضية وأن وقت ذوبان الثلج أصبح أبكر من ذي قبل.
- ارتفاع مستوى سطح البحر: ارتفع مستوى سطح البحر حوالي 20 سم في القرن الأخير.
- تدهور الجليد في البحر القطبي: انخفض كل من سماكة وكثافة الجليد في البحر القطبي الشمالي في العقود الأخيرة السابقة.
- أحوال جوية متطرفة: تزايدت الأحداث التي سجلت ارتفاع في درجة الحرارة في الولايات المتحدة، وشهدت أيضا حوادث هطلية كثيفة.
- تحمّض المحيطات: منذ بداية الثورة الصناعية، ارتفعت حموضة المحيطات بنسبة 30% وذلك بسبب النشاط البشري المشع لغاز ثنائي أكسيد الكربون في الغلاف الجوي الذي تنتهي المحيطات بامتصاص نسب منه. نسبة غاز ثنائي أكسيد الكربون التي تمتصه المحيطات تتزايد بحوالي ملياري طن كل عام.
ما التأثيرات التي سوف تنتج عن الاحتباس الحراري؟
- التغييرات سوف تستمر في هذا القرن وما بعده.
- الحرارة سوف تستمر في الارتفاع.
- التغير في أنماط هطول الأمطار: ارتفعت معدلات هطول الأمطار في الولايات المتحدة منذ عام 1900، وشهدت بعض المناطق زيادة أكثر من مناطق وغيرها شهد نقصان.
- موجات جفاف وحر أكثر.
- ستصبح الأعاصير أكثر قوة وشدة: إن شدة وتكرار ومدة الأعاصير في شمال الأطلسي ازدادت بشكل ملحوظ منذ عام 1980. ليس من المؤكد حتى الآن كيف ساهم البشر والحوادث الطبيعية في هذا الأمر ولكن العواصف سوف تتزايد طردا مع الحرارة.
- سيرتفع مستوى سطح البحر من 30 إلى 120 سم: وذلك بسبب الماء الزائد الناتج عن ذوبان الجليد والتمدد في ماء البحر بسبب زيادة دفئه.
- سيصبح القطب الشمالي خال من الجليد: من المتوقع أن يصبح محيط القطب الشمالي خالي من الجليد قبل صيف نصف القرن الآتي.
- آفات: ستصاب المدن والمزارع والغابات بموجات حر وأمطار غزيرة وزيادة فيضانات، جميع هذه العوامل سوف تدمر وتضر مصائد الأسماك والزراعة.
- اضطرابات في المساكن الطبيعية: وهذا قد يدفع العديد من الحيوانات والنباتات إلى الانقراض.
كيف يمكنني المساعدة في علاج الاحتباس الحراري؟
- تحدث عن الأمر: أخبر عائلتك وأصدقائك، أخبر كل أحد عن الأمر.
- استعمل وسائل الطاقة المتجددة.
- استثمر في الأجهزة الموفرة للطاقة: منذ عام 1987، أبقت معايير الكفاءة المنفذة على الأجهزة والمعدات 2.3 مليون طن من غاز ثنائي أكسيد الكربون خارج غلافنا الجوي، هذه الكمية هي نفسها التي تطلقها 440 مليون سيارة سنوياً.
- رشّد استخدام الماء: الترشيد في استخدام الماء يقلل من التلوث الكربوني، وذلك لأنها تحتاج كمية كبيرة من الطاقة لمعالجة وتدفئة وضخ المياه.
- خفف من استعمالك لوسائل النقل.
- ازرع بعض الشجر.
- ساهم في إعادة التدوير.
المصادر
- https://climate.nasa.gov/effects/
- https://climate.nasa.gov/evidence/
- https://www.nationalgeographic.com/environment/global-warming/global-warming-overview/
- https://www.livescience.com/topics/global-warming
- https://www.nrdc.org/stories/global-warming-101
- https://www.nrdc.org/stories/how-you-can-stop-global-warming