الأحرف الثلاثة API تشير عند الحديث عن المكونات البرمجية إلى application program interface أو واجهة البرنامج التطبيقية باللغة العربية، يمكنك مصادفة هذا الاختصار في كثير من الأماكن سواء أثناء تعلمك البرمجة أو أثناء استخدام أحد المواقع أو البرامج الشهيرة مثل فيسبوك، تويتر، انستقرام، وغيرها. هذه الواجهة تقدم للمستخدم مجموعة من التعليمات والأدوات والبروتوكولات لبناء برمجيات قادرة على التعامل مع أجزاء من برمجيات أخرى.
بشكل رئيسي، تقوم ال API بالربط بين الأجزاء المختلفة من البرمجية بالسماح للبيانات بالانتقال من مكان لآخر بسهولة، وتضبط التفاعلات بين الأجزاء المختلفة. تقوم بعضها أيضاً بالمساعدة في بناء واجهة المستخدم عبر سماحها للمبرمج بالوصول إلى أنواع البيانات المختلفة بسهولة. مما يعني أن المبرمج سيكون قادراً على استدعاء هذه البيانات وتوظيفها دون الحاجة للاطلاع بشكل كامل على طريقة عمل البرنامج الذي يرغب باستدعاء البيانات منه.
مثال جيد على API شهيرة جداً، API موقع التواصل الإجتماعي فيسبوك، التي تقوم بمساعدة المبرمجين على ربط تطبيقاتهم بحسابات المستخدمين في منصة فيسبوك للتواصل الاجتماعي، أو تجعل المبرمجين أكثر قدرة على الوصول إلى أجزاء مختلفة من المنصة بشكل قابل للتوظيف ضمن برامج، كالسماح للمبرمج بالوصول إلى قائمة أصدقاء المستخدم أو بريده الإلكتروني أو معلوماته الأخرى، ولكن ليس بالطريقة التقليدية التي يعرضها بها المتصفح، وإنما بطريقة قابلة للاستخدام في برنامج. أي بشكل بيانات خام.
تاريخ ال API
في الحقيقة، لم يمض الكثير من الوقت على ظهور مصطلح ال API بشكل شائع، فبعد ظهوره لأول مرة في ورقة بحثية من روي توماس فيلدينغ من جامعة كاليفورنيا، إيرفاين لم يكن المفهوم مطبقاً في الويب -بشكله الأكثر شيوعاً اليوم- حتى الشهر الثاني من عام 2000، على يد شركة Salesforce التي كانت تقدم خدمات الانترنت.
قبل هذا بالطبع كان هناك استخدامات أخرى لل API في الكثير من الأجزاء التكنولوجية الأخرى، كالواجهات العتادية والخاصة بلغات البرمجة وغيرها، ولكن المصطلح حالياً مرتبط باستخدامه على الويب بشكل كبير حيث يمكن القول بشكل شبه قاطع أن القصد من وراء الاختصار API هو حتماً Web API عندما يكون الحديث عاماً.
بعد الاستخدام الأوليّ لها، انتقل هذا النوع من الواجهات في بداية الألفية ليكتسب شهرته بين مواقع التجارة الإلكترونية، لتطبقه Ebay وأمازون في بداية السرب ضمن مواقعها في عام 2000 و 2002، ولكن في تلك الفترة لم يكن لبقية المواقع اهتمام كبير بهذا المفهوم بسبب عدم وجود استخدامات كبيرة له.
مع عام 2004 أصبحت مواقع التواصل الاجتماعي الكبرى تستخدم الAPI لتسمح للمبرمجين باستخدام بياناتها في مواقعهم وتطبيقاتهم، بداية بموقع Flicker الذي سمح للمستخدمين بتقديم الصور على المواقع المختلفة – ليتبعه فيسبوك وتويتر وخرائط غوغل في الأعوام اللاحقة. ولتنطلق شهرة الAPI نحو العالم.
تأثير استخدام الواجهات البرامج التطبيقية على الإنترنت
سمحت الشهرة الواسعة للAPIs للعديد من المبرمجين بتخطي الكثير من الحدود المتعلقة بما يمكنهم فعله وما يجب عليهم فعله، على سبيل المثال؛ مكّنت الAPI الخاصة بموقع فيسبوك المبرمجين حول العالم من السماح لمستخدمي برامجهم وتطبيقاتهم ومواقعهم التسجيل من خلال حساب فيسبوك دون الحاجة لبريد إلكتروني أو آلية تحقق من البريد الإلكتروني، أو استيراد بيانات هؤلاء المستخدمين كالصورة الشخصية والعمر والبريد الإلكتروني – بيانات يضطر المستخدم عادة لإدخالها يدوياً في كل مرة أراد التسجيل بموقع جديد.
هذا النوع من التسهيل سمح للكثير من الخدمات بالظهور دون الحاجة للعمل من الصفر على أجزاء برمجية موجودة في مكان آخر، لم يعد هناك حاجة لبناء جزء برمجي مخصص لاستيراد المعلومات عن منتجات معينة في موقع آمازون مثلاً، بل أصبح ذلك ممكناً من خلال الأداة التي توفرها أمازون رسمياً، والتي تسمح للمبرمج باستخدام البيانات مباشرة.
كان للAPI وما يزال لها دور كبير في زيادة الأرباح للكثير من البرمجيات، زيادة انتشار هذه البرمجيات ووصولها لجماهير جديدة، وسمحت للكثير من المبرمجين المبدعين إنشاء مشاريعهم دون الحاجة للكثير من الجهد والوقت الضائعين.