غسيل المعدة (gastric lavage) هو إجراء طبي يهدف إلى تفريغ محتويات المعدة ويعرف أيضا بإسم الشفط عبر الإنبوب الأنفي المعدي nasogastric tube suction و يستخدم في حالات التسمم الهضمي الطارئة ويمكن أن يتم إجراءه في حالات طبية أخرى لأهداف علاجية أو تشخيصية.
يعود استخدام غسيل المعدة الى عام ١٨٢٢ م وقد استخدم سابقا بشكل واسع وبشكل روتيني في حالات التسمم الهضمي وحالات فرط الجرعات الدوائية. تشير الدراسات إلى وجوب تطبيق غسيل المعدة ضمن الساعة الأولى بعد التعرض للمواد السامة لتحقيق الفائدة المحتملة. مع مرور الزمن تم هجر إستخدام هذه الطريقة بسبب وجود جدل حول فعاليتها و خطورة مضاعفاتها.
تم ترك إستخدام غسيل المعدة بشكل روتيني لعلاج التسمم في اغلب دول العالم المتقدم ولكنها ما زالت تستخدم في الدول النامية.
الحالات التي تتطلب إجراء غسيل للمعدة
قد يقوم الطبيب بإجراء غسيل المعدة في حال ابتلاع المريض لمواد سامة أو جرعات مفرطة من الأدوية ولكي يكون الإجراء فعال يجب تطبيقه في أسرع وقت ممكن قبل عبور المواد السامة إلى أجزاء أخرى من الجهاز الهضمي.
قد يطبق إجراء Gastric suction أو سحب محتوى المعدة في حالات أخرى تشمل:
- الفترة الزمنية ما بعد عمليات المعدة لإبقاء المعدة فارغة مما يزيد من فرص إلتئام الجروح.
- من أجل أخذ عينة من حموض المعدة.
- في حالات انسداد الأمعاء لتخفيف الضغط.
- في حالات النزف المعدي الداخلي من أجل سحب الدم خارج المعدة.
- قبل إجراء التنظير المعوي endoscopy في حالات الإقياء المدمى.
- قبل إجراء العمليات الجراحية للتقليل من خطورة حدوث استنشاق لمحتويات المعدة عبر الجهاز التنفسي.
- في الحالات التي يكون فيها المريض متصلا بجهاز التنفس الاصطناعي من أجل تخفيض الضغط الذي تشكله المعدة.
- يستخدم أيضا للتغذية.
كيف يتم إجراء غسيل المعدة ؟
في البداية قد يستخدم الطبيب علاجا لتخدير الحنجرة مما يقلل من تهيج الحنجرة ويساعد على منع رد فعل المريض ثم يتم إدخال الأنبوب الأنفي المعدي الزلق من فتحة الفم أو الأنف ويتم دفعه عبر المرىء وصولا إلى المعدة وخلال هذه الفترة قد يطلب من المريض شرب بعض السوائل أو القيام بالبلع للمساعدة على إدخال الأنبوب.
قبل القيام بسحب محتويات المعدة قد يدفع الطبيب بكمية من الماء أو السيروم الملحي عبر الأنبوب وذلك لتفادي حدوث خلل في توازن الشوارد ومن ثم يبدأ سحب محتويات المعدة عبر الإنبوب بواسطة محقنة تثبت في بداية الأنبوب. في حال استخدام الأنبوب الأنفي المعدي بعد العمليات الجراحية في منطقة البطن فقد يتركه الطبيب لفترة من الزمن قبل إزالته ريثما تتم عملية الإستشفاء ويتم دفع كمية من السوائل عبره بشكل متواتر لمنع انسداده.
ما هي المخاطر والمضاعفات التي قد تنجم عن غسيل المعدة ؟
“الالتهاب الرئوي الاستنشاقي” أو ما يسمى ب aspiration pneumonia واحد من أهم مضاعفات عمليات غسيل المعدة وأكثرها شيوعا والذي يحصل نتيجة دخول كمية من محتويات المعدة الحامضية إلى المجاري التنفسية والرئتين نتيجة فك الأنبوب أو سحبه بشكل خاطئ مما قد يؤدي إلى تورم الرئتين و تقيحها أو قد يسبب إلتهاب رئوي بكتيري حاد، أعراض الالتهاب الرئوي الاستنشاقي تتضمن:
- حمى.
- ألم في الصدر.
- سعال مصحوب بالبلغم.
- ازرقاق لون الجلد.
- تغير أصوات التنفس وسماع صوت صفير اثناء الشهيق أو الزفير.
مخاطر أخرى مصاحبة للغسيل المعدي ومنها:
تقلص الحبال الصوتية مما قد يسبب ضيق في التنفس.
دخول الإنبوب إلى مجرى التنفس والقصبات الهوائية بدلا من مجرى الهضم والمرىء.
تضرر المرىء أو حدوث نزف بسيط.
دفع محتويات المعدة إلى أجزاء أبعد من الجهاز الهضمي.
اضطراب شوارد الجسم نتيجة فقدان الشوارد الحامضية مع سوائل المعدة.
ما هي موانع استخدام و مضادات الاستطباب بالغسيل المعدي ؟
بعض الحالات التي لا يجب فيها إجراء غسيل المعدة تشمل:
- حالات الإنعاش الأولي غير المكتمل.
- الحصول على نتائج جيدة بعد إستخدام الأدوية المضادة antidote therapy لوحدها.
- عندما تكون المجاري التنفسية في خطر أو حالات الغياب عن الوعي.
- الأطفال الصغار.
- ابتلاع مواد شديدة الحموضة أو شديدة القلوية لاذعة أو مواد بترولية قابلة للاستنشاق.
- رضوض أو عمليات جراحية حديثة في الأنف أو الحنجرة.
الجدل حول فاعلية الغسيل المعدي
ترجح بعض الدراسات وجود فاعلية للغسيل المعوي ضمن شروط معينة تشمل:
- القيام بالإجراء بواسطة طبيب مدرب.
- فشل جميع الطرق العلاجية الأخرى.
- تواجد المادة السامة وبقاءها في المعدة.
- إمكانية سحب المواد السامة أو الأدوية عبر الانبوب.
- حماية الطرق التنفسية.
نظريا قد يبدو غسيل المعدة طريقا مباشرا للتخلص من المواد السامة ولكن الدلائل العلمية المتوفرة لا تدعم الاستخدام الروتيني لغسيل المعدة في حالات التسمم الهضمي وقد يكون غسيل المعدة مفيدا بعد إبتلاع السموم بفترة قصيرة بمدة لا تتجاوز ساعة واحدة.